حمداً لمن سجدت له الأَقمارُ *** والشمس والأَملاك والأَخيارُ
ثم الصلاة على النبي محمد *** من أَشرقت بقدومه الأَنوارُ
يامن حَلَلتُم بالسجون تحيةً *** مني إِليكم أَيها الأَحرارُ
أَنتم وربِّ البيت في حريةٍ *** هيهات يَعدِلُ وزنها الدينارُ
يا إِخوتي ليس السجينُ هو الذي *** عنَّتْه أَغلالٌ لهم وجدارُ
ليس السجين هو الرهينُ بعُزْلةٍ *** ويُصَدُّ عنه الأَهلُ والزُّوارُ
كلا ولا هو من يُصَفَّدُ جسمُه *** بحديدهم وتُحيطُه الأَسوارُ
إِنَّ السجينَ هو المُكَبَّلُ بالهوى *** والعقلُ منه مُقَّيدٌ مُحتارُ
إِنَّ السجين هو الأَسيرُ لشهوةٍ *** مَلَكَتْهُ عبداً والهوى غدَّار
أَيُعَدُّ في السجن الذي هو عابدٌ *** في خلوة كي تُوضَعَ الأّوزارُ
أَنتم إِذاً والله أَحرارٌ وإِنْ *** ضُرِبتْ عليكم عُزلةٌ وحِصارُ
يا أَيها الأَحبابُ إِنَّ فِراقَكم *** كالنار ما بلغته بل هو نارُ