قال الإمام بن القيم: (إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة سيد الناس أثمرت كل أنواع الثمار وأتت أكلها كل حين بإذن ربها، فهي شجرة أصلها ثابت في قرار قلب المؤمن وفرعها متصل بسدرة المنتهى).
يعتبر الإيمان كالشجرة المثمرة إذا سقيت بالماء الحسن والطيب نبتت وترعرعت إما إذا سقيت بكل ما هو خبيث فلن تنمو أو تكبر، فكما قال بعض الصالحين: ” إنه لتمرُّ على القلب ساعات إن كان أهل الجنة في مثلها إنهم لفي عيش طيب “، إنها ساعات صفاء القلب وإشراقه وسعادته بقربه من ربه، عند قيامه بطاعته، ومثوله بين يديه.
كيف يكون حال المؤمن ؟
لقد وضح لنا القرآن الكريم حال المؤمن حين قال في كتابه الكريم: { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً }(الأنفال:2)، وقوله سبحانه: { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون }(التوبة) 124
فهذا هو حال المؤمن حينما يستمع لآيات القرآن وذكر الله يخشع قلبه ويشعر بالقلق والخشية إذا ما قصر في عبادته.
صفات المؤمنين:
وقد دلنا الله سبحانه وتعالى على صفات المؤمنين في سورة المؤمنون حينما ذكر في كتابه الكريم {قد أفلحَ المؤمنونَ * الذينَ هُم في صلاتِهِم خاشعونَ * والذينَ هُم عن اللغوِ مُعرضونَ * والذينَ هُم للزكاة فاعلونَ * والذينَ هُم لِفُروجهم حافظونَ * إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهُم فإنّهم غيرُ ملومين * فمن ابتغى وراءَ ذلك فأولئكَ هُمُ العادون * والذينَ هُم لأماناتِهم وعَهدِهِم راعونَ * والذينَ هُم على صلواتِهم يُحافظون * أولئكَ هُمُ الوارثونَ * الذينَ يرثونَ الفِردَوسَ هُم فيها خالدون}
كيف نزيد الإيمان؟
• البعد عن المعاصي والذنوب.
• المداومة على الاستغفار والتوبة.
• قراءة القرآن بتفكر وتدبر.
• الاجتهاد في الطاعات من صلاة وصيام وزكاة.
• الدعاء باستمرار بأن يجعلنا الله من عباده المؤمنين.
بعد أن استعرضنا صفات وحال المؤمنين علينا أن نسأل انفسنا: هل هذه الصفات متواجدة بداخلنا حقاً أم لا؟ لنعرف مدى صدق إيماننا.
ونسأل الله أن يجعلنا دوماً من عباده الصالحين المؤمنين.
تقديري ومحبتي ,,