بســــ آللهـ آلرحمنـ آلرحيمـ ــــم
آلـ ـسلآـم ـع ـلـكمـ ورحمهـ اللـ ـه وـبـركآتـ ـه
آللــــ صلــ على مـحــمـــد ــــهــم
من هـم أعـداء المرأه المسلمه : لـ الدكتـورعبدالله وكيـل الشيخ
إن أعداء المرأة هم أعداء الرجال لا فرقَ ، وهم أربع طوائف :
الأولى :اليهود ، وهم أحرصُ الناس على إفساد البشرية ، وتدمير عقائدهم وأخلاقهم . وسببُ تفانيهم في هذا الإفساد أنهم لا يرون لأنفسهم وجوداً إلا بإهلاك الآخرين ،
أو إفسادهم ، ليعيشوا عبيداً لهم ، كما يقولون .
الثانية : النصارى ، أصحابُ الدِّين المحرَّف ، الذين تَنَكبوا عن الدين ، وابتعدوا عن الحق .
الثالثة :العلمانيون ، وإن زعموا أنهم مسلمون ، فهم رسل العَلْمَنَة الغربية ، التي إن كان لها ما يُسَوِّغها في بلاد الغرب ،
فليس لها ما يسوغها في بلاد المسلمين .
الرابعة :النفعيون ، الذين يريدون زيادة دخْلِهم وكثرة أرباحهم ؛ وإن كان ذلك على حساب المرأة ، فهي وسيلتهم للدعاية لسلعهم ، وهي وسيلتهم لا جتذاب الباعة في متاجرهم ،
وهي أيضاً وسيلة ضغط لكثير من النفعيين الذين يستطيعون أن يضعوا في شباك المرأة أناساً مرموقين .
ثم تُلْتَقطُ لهم الصورُ على أوضاع مُزْريةٍ ، لتكون ورقة ضغط عليهم ، يبقون بسببها عبيداً لأولئك الذين أوقعوهم في تلك المزالق .
مظاهر كيدهم:
إن للأعداء وأتباعهم خُططاً عاتية في إفساد المرأة وإخراجها عن وضعها المستقيم ، وقد تمكنوا من تنفيذها جميعاً في بعض بلاد المسلمين ،
ويسعون جادّين لتنفيذها كُلاًّ أو بعضاً في بلاد أخرى ، ولعلي أذكر طرفاً من هذه الخطط بإيجاز في بعضها ،
وبشيء من البسط في بعضها الآخر .
فمن هذه الخطط والمكايد ما يلي :
أولاً : افتعال القضية :
فالناس يتحركون بغير قضيةٍ تزعجهم وتقض مضاجعهم ، ومن هنا يحرص هؤلاء أن يوحوا أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش ،
وتستدعي الانتصار لها ، أو الدفاع عنها ، ولذلك يكثرون الطنطنة في وسائل الإعلام المختلفة ، على هذا الوتر بأن المرأة في مجتمعاتنا تعاني ماتعاني ، وأنها مظلومةٌ ، وشق معطلٌ ،
ورئةٌ مهملةٌ ، ولا تنال حقوقها كاملة ، وأن الرجل قد استأثر دونها بكلِّ شيء ، وهكذا حتى يُشْعِروا الناس بوجود قضيةٍ للمرأة في مجتمعنا هي عند التأمل لا وجود لها .
نحن لا نُنْكر وقوع بعض الظلم على المرأة من قبل بعض الأزواج أو الآباء الجهلة ،
لكن هذه الأمور نتاجٌ حقيقي ٌّ لتخلف الأمة عن عقيدتها ودينها ، ومن هنا فالقضية قضية المجتمع الإسلامي بأسره ،
الذي دبت فيه الأمراض ، نتيجة ابتعاده عن أسباب العافية ، وهذه المسألة هي إحدى ثمرات ابتعاد المسلمين عن دينهم واستسلامهم ، وتبعيتهم لأعدائهم .
ومن هنا فعلاج قضية المرأة هو إطار علاج الأمة بأكملها وإعادة الأمور إلى نصابها ، أمَّا أن يشعر الناس بأن للمرأة وضعاً خاصاً دون سائر المجتمع ،
فتلك خطة مدروسة يرُاد من ورائها تضخيم القضية ، لتلفتَ أعناق الناس إليها ، حتى يطرح هؤلاء الأعداء حلولهم المسمومة ،
وإن تخصيص المسألة بأنها قضية المرأة فضلاً عن مجانبته للنظرة العلمية ؛ فإنه لا يُعالجُ القضية ؛ لأنه يتعامى عن الأسباب الحقيقية ،
ويفتقر إلى الشمول في معالجتها .
ثانياً : الإجهاض على مناعة المجتمع :
إن المجتمع المسلم وإن ناله شيء من الضعف ينفي الخبث عن نفسه ،
فيحارب العقائد المنحرفة ، ويكرهُ الأخلاق الفاسدة ، مثلُهُ في ذلك مثلُ الجسم لا ينخر فيه المرضُ ، ومناعته قائمة .
ولذلك حرص الأعداء على إضعاف مناعة المجتمع المسلم ، حتى يُفْقدُوه الغيرة على دينه ،
والحميّة لعقيدتِهِ ، وعند ذلك يصبُّوا في المجتمع بلا مقاومةٍ تُذْكر ما شاءوا من ألوانِ الفساد .
وقد كان ذلك الإجهاض من خلال إبراز صور المخالفات هنا وهناك ،
والنفوس تَقْشَعِرُّ من المنكر أول مرة ، وفي الثانية ،
تخف تلك القشعريرة وفي الثالثة لا تبالي ، وفي الرابعة تبحث عن مسوغ له ، وفي الخامسة تفعله ، وفي السادسة تُفلسِفُهُ .
ومن صور إضعاف المناعة ما يلي :
أ - المجلات الماجنة والصحف التي لا تبالي ، فتُظْهر المرأة بالصورة الفاضحة ، والمنظر المخزي .
ولست أعرفُ كيف يُشفق على عقول الناس وأخلاقهم ،
فتمنعَ صحفنا ومجلاتنا من هذا العبثِ ، ولكن تمتلئ أسواقنا ومكتباتنا بالعبث المستورد .
إن الذين يبيعون البضائع الفاسدة ، والتي قد انتهت مدتها يعاقبون ويُغَرَّمون ، وقد كان بمن يفسدون العقول والقلوب والأذواق أن ينالوا ما يستحقون من العقوبة .
ب - نشر الفكر المنحرف : من خلال الأعمدة الصحفية أو المقابلات ، بحيثُ يعتادُ الناس على سماعِ مثلِ هذا الكلام .
ج - كسر الحاجز النفسي بين المسلم وغيره من الكفار ، حتى لقد عزّ على بعضهم أن يدور على الألسنة مصطلح الغزو الفكري . وقال : إن الصحيح أن يسمَّى ( التواصل الحضاري ) وإنه يجب أن ننتهج سياسة الباب المفتوح ، والنوافذ المشرعة ، والهواء الطلق .
نحن لا نحجرُ على أصحاب الفكر النَّيِّر الاطلاع على حضارات الناس ، بل نرى أن من الجهاد ردَّ كيد الخصوم ، وتضليلهم ، ولكننا ضد الفوضى الفكرية التي تفسد عقيدة العامة وأخلاقهم وآدابهم .
ثالثاً : المطالبة بحرية المرأة :
ومن ذا الذي يكرهُ الحرية ويحبُّ القيود ؟! ومن هنا كثر استعمال تحرير المرأة ، وكأن ذلك يُوحي بأنها عبدٌ يجب تحريره ،
واستعمال المصطلح صور الدعاة إلى إفساد المرأة منقذين رُحماء ، يريدون أن ينتشلوها من وَهْدَتها ، ويرفعوها من سقطتها .
ونقول : هل توجد في الدنيا حريةٌ مطلقةٌ بدون قيود ؟ لو لم يكن أمام الإنسان من القيود إلا قدراته وإمكاناته ، لكان ذلك كافياً في شطب مصطلح الحرية المطلقة ، كيف ؟! والبشر جميعاً لا يعيشون في مجتمعات إلا بأنظمة وقوانين ، فهل البشر كلهم مستعبدون ؟! وحينئذ فليكن البحث في أي هذه القيود أحفظ لكرامة الإنسان ، وأصون لعرضه ،
وأجلب للخير له في الدنيا والآخرة .
إن إشاعة الفوضى باسم الحرية مكيدة يهودية ؛ هم أولُ من يكفرُ بها .
جاء في البروتوكول الأول لحكماء صهيون :
(( لقد كنا أول من صاح في الشعب فيما مضى بالحرية والإخاء والمساواة ، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء المعمورة يرددونها بعد ذلك دون تفكير أو وَعْي ، إن نداءنا بالحرية والمساواة والإخاء اجتذب إلى صفوفنا من كافة أركان العالم - وبفضل أعواننا -أفواجاً بأكملها لم تلبث أن حملت لواءنا في حماسة وغيرة )) .
وفي البروتوكول الرابع : (( إن لفظة الحرية تجعل المجتمع في صراع مع جميع القوى ، بل مع قوة الطبيعة ، وقوة الله نفسها ، على أن الحرية قد لا تنطوي على أي ضرر ، وقد توجد في الحكومات وفي البلاد دون أن تسيء إلى رخاء الشعب ، وذلك إذا قامت على الدِّين ، والخوف من الله ، والإخاء بين الناس المجرد من فكرة المساواة التي تتعارض مع قوانين الخليقة ، تلك القوانين التي نصّتْ على الخضوع ، والشعب باعتناقه هذه العقيدة سوف يخضع لوصاية رجال الدين ، ويعيش في سلام ، ويُسَلِّمُ للعناية الإلهية السائدة على الأرض ، ومن ثم يتحتم علينا أن ننتزع من أذهان المسيحيين فكرة الله - ( أقول : والمسلمين أيضاً ) - والاستعاضة عنها بالأرقام الحسابية والمطالب المادية . [1]
رابعاً : المطالبة بالمساواة مع الرجل :
وبادئ ذي بدء نقول : إن طلب المساواة يتنافى مع فطرة الله التي فطر الجنسين عليها ، إن الجنس الواحد رجلاً أو امرأة لا يمكن أن يطلب أحدٌ المساواة بين أفراده كافة ،
بل إنَّ الحياة كلها تفسد لو أريد مثل هذه المساواة ، بل إن قوانين المادة كلها في هذه الحياة قائمة على التميز والتباين فإذا كان لا يمكن المساواة بين جنس الرجال فكيف بين جنس الرجال والنساء ؟!.
إننا بجانب رفضنا لمبدأ المساواة المطلق ،
نعتقد أن هناك قدراً من المساواة بين الرجل والمرأة ، والذي ينبغي أن يطلق عليه بأنه عَدْلٌ وليس بمساواة .
أ - فالمرأة تساوي الرجل في أصل التكليف بالأحكام الشرعية مع بعض الاختلاف في بعض الأحكام التفصيلية .
ب - والمرأةُ تساوي الرجل في الثواب والعقاب الدنيوي والأخروي في الجملة { والمؤمنون والمؤمنات بعضُهُم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله ، إن الله عزيز حكيم } سورة التوبة آية 71 .
ج - والمرأة تساوي الرجل في الأخذ بحقها ، وسماع القاضي لها .
د - والمرأة كالرجل في تملكها لمالها ، وتصرُّفُها فيه .
هـ - وهي كالرجل في حرية اختيار الزوج ، فلا تكره على مالا تريد .
إن من منهج الإسلام أن يحتفظ الرجل برُجُولته ، ومن أجل هذا حُرِّم عليه الذهب والحرير ، وأن تبقى المرأة محتفظة بأنوثتها ، ومن أجل ذلك حُرِّم عليها الاختلاط بالرجال ، والتَّبَذُّلُ أمامهم ، وغشيان تجمعاتهم .
ونختم القول بشهادة إحدى داعيات الحرية والمساواة ، وهي حينما تتكلم تتكلم عن تجربة ومعاناةٍ ، وبعد زمن طويل في درب هذه الحرية والمساواة المزعومة ، تقول الكاتبةُ الكويتية ليلى العثمان :
سأعترف اليوم بأنني أقف في كثير من الأشياء ضدَّ ما يسمى ( حرية المرأة ) تلك الحرية التي تكون على حساب أنوثتها ، وعلى حساب كرامتها ، وعلى حساب بيتها وأولادها ، سأقول:
إنني أُحِّمل نفسي كما تفعل كثيرات مشقة رفع شعار المساواة بينها وبين الرجل ثم ذكرت أنها قد تتعرضُ لبعض الأذى والظلم من الرجل ، لكن تُعَقِّبُ على ذلك فتقول - هل هذا أن أرفض نعومة وهبها الله لي - لأصبح امرأة تعلق شارباً ، وتتحدى أقوى الرجال ؟!
وهل يعني هذا أن أتصرف وكأنني رجل لا يرده خجل ؟!!!
هل يعني هذا أن أتحدى فأفعل ما يفعله الرجل ما هو مشروع له وما هو مرفوض حتى أُأَكّد لذاتي بأنه لا أحد أحسن من أحد ، وأننا سواسية ، وأحرار ولدتنا أمهاتُنا .
هل يعني هذا أن أنظر إلى البيت ، جنة المرأة التي تحلُمُ بها على أنها السجنُ المؤبَّدُ ، وأن الأولاد ماهم إلا حبلٌ من مَسَد يشدُّ على عُنُقي ، وأن الزوج ما هو إلا السجان القاهر الذي يكبل قدمي خشية أن تسبقه خطوتي إلا أنا أعتزُّ بأنوثتي ، وأنا امرأة أعتز بما وهبني الله ، وأنا ربة بيت ، ولا بأس أن أكون بعد ذلك عاملة أخدمُ خارج نطاق الأسرة ، ولكن - ياربُّ اشهد - بيتي أولاً ثُمَّ بيتي ، ثم العالم الآخر